AFOURERPRESS ONLIEN
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بحث متكامل عن الطب البديل في اليابان الينغ والي

اذهب الى الأسفل

بحث متكامل  عن الطب البديل في اليابان الينغ والي Empty بحث متكامل عن الطب البديل في اليابان الينغ والي

مُساهمة  MEROUANE AABID الأربعاء مارس 07, 2012 12:04 pm

الانسجام مع الطاقة الكونية:

لم تتوقف الأجتهاداتالمستمرة التي قامت بها الإنسانية من أجل فهم أفضل للكون المحيط بنا، ولن تتوقف. إنمحاولة الانسجام مع الكون، ومع هذا الكوكب الثمين جداً المدعو بالأرض، لا تقتصر علىشعب معين أو على معتقدات بعينها، بل نرى آثارها في كافة الأزمنة وكافة الأوطانوكافة الأديان، ما انقرض منها وما بقي إلى يومنا هذا.
سأخصُّ بالذكر هاهنا بعضالمعتقدات الصينية الطاوية المدعوة بالـتشي كونغ tchi gung ، لجهة غناها بالمعتقداتالقائمة على مبدأ الانسجام مع الكون وتوضيحها لها توضيحاً عملياً، ولأنها أبدتاستمرارية زمنية كبيرة تقارب حوالى 12000 سنة، دا فضلا عن بساطتها المتناهية.

يأتي تعبير تشي كونغ من مقطعين صينيين: الأول هو تشي، ويعني الطاقة، التنفس،الهواء، الحيوية، والثاني هو كونغ، ويعني العمل، الجهد، التمرين. وبالتالي تدلُّكلمة تشي كونغ على تمارين التنفس أو أعمال الطاقة. والحق أنه قد ثبتت لممارسي التشيكونغ، او اليوجا الهندية، والعديد من الممارسات الروحية والبدنية، الأهميةُ البالغةالتي يلعبها، في حياة الإنسان الداخلية، التنفسُ والقدرة الماهرة على ضبطه، وعلىالتحكم بسيلان الطاقة وتوازنها داخل الجسم، وعلى إحداث انسجام بين طاقة الإنسانوالطاقة الطبيعية والكونية.

والآن، ماذا يعني التشي كونغ بحدِّ ذاته؟ إنالتشي كونغ هو منهاج قديم جداً من أجل تطوير النفس، يعتمد – بعكس الكونفوشية ( والحقأن الاختلاف بينهما ظاهري أكثر منه حقيقي) – على الإمكانية والمسؤولية الفرديتينللحفاظ على الصحة وتطوير الحيوية وإطالة الحياة، في الوقت نفسه الذي يقوم به الفردبتطوير الوعي الروحي والبصيرة. يعتمد التشي كونغ في هذا على:

1- تمارين بدنية سكونية وحركية بالوضعيات المختلفة للاستلقاء والجلوس والوقوف والمشي.

2- ضبط التنفس والقيام بحركات تنفسية متناغمة مع الحركات البدنية.

3- بعد تهيئة البدن وإعطائه الاسترخاء المطلوب عن طريق التمارين والتنفس، يُعمَد إلى اتخاذ وضعيات معينة، تأملية وروحية، مستقاة من مراقبة الطبيعة وحركات الحيوانات والأجرام السماوية.

4- يدخل في بعض الممارسات استعمال الأصوات والروائح وترداد مقاطع صوتية معينة، وخاصة في التشي كونغ البوذي.

5- يركِّز التشي كونغ التاوي على الخيمياء (الكيمياء القديمة) الداخلية التي سأذكرها لاحقاً. والغاية منها أن يصل الإنسان إلى وحدة تامة مع الطبيعة في كل عمل يقوم به ويمارسه، وأن يُحدِث تغييراًكاملاً في سيلان الطاقة داخل الجسم لتصير أكثر انسجاماً مع الطبيعة، الأمر الذي يغير التفاعلات الكيميائية داخل الجسم لتصبح أكثر عطاء للطاقة واستفادة منها،فتُغلِّب في الجملة العصبية نشاط الجملة نظيرة الودية parasympathetic nervous system التي تتميز بالاسترخاء وعدم التوتر، بعكس الجملة الودية sympathetic nervous system التي ترهق الجسم من خلال منعكس الصراع أو الهرب fight or flight
فلنبدأبلمحة تاريخية عن هذه المدرسة

أولاً. تاريخ التشي كونغ:

تضرب جذور التشي كونغ فيعصور ما قبل التاريخ عندما كانت بعض القبائل في الصين تقوم برقصات احتفالية تدعى بالـ da-wu (الرقصة الكبرى) التي لوحظ أنها أعطت فوائد علاجية للذين قاموا بها. تمهذا الاكتشاف حوالى 10000 ق م. في تلك الأيام كان التشي كونغ وجميع أشكال التطبيبحكراً على الأطباء السحرة المعروفين بالشَمَنيَّة Chamans الذين كان يتمثَّل دورهمفي التعامل مع قوى السماء والأرض من أجل فائدة الإنسانية. إن أوائل الكتابات عنالتشي كونغ تعود إلى قبل 4000 سنة، عندما طُوِّرت رقصة أخرى من أجل إبعاد المرض،أُسُّها تنظيم التنفس وتوازن الطاقة، وكانت تمارَس كنوع من العلاج الوقائي فيالمناطق الشمالية من الصين ( حيث حوض النهر الأصفر ) التي كانت تُبتلى بالفيضاناتوتشتد فيها الرطوبة، مما يؤهِّب للإصابة بالروماتيزم والدوالي وبطء الدوران و"ركودالطاقة"، بحسب تعبير الصينيين.

في القرن الثالث ق م كان التشي كونغ قد بلغ درجةمتطورة وأصبح له الدور الأساسي في الحقول الثلاثة المعروفة: الطب، التأمل والفنونالقتالية. وفي الحقيقة، ما تزال كل مدارس التشي كونغ، على تنوعها الكبير في الصينوكوريا واليابان وماليزيا وسنغافورة وتايلاند وغيرها، تندرج تحت ثلاثة حقول أساسية: طبية، تأملية، قتالية، وتهدف كلها في النهاية إلى الحصول على صحة أفضل، وعمر أطول،وتوازن فسيولوجي ونفسي، وذهن صافٍ متوقد، وانسجام روحي.

كتب Fu Yi حوالى 2000 قم: "إن التشي كونغ فن يرضي الروح، يبطئ الشيخوخة ويطيل الحياة." وفي الأدب التاويما يزال الإمبراطور الأصفر Huang-Ti هو المرجع الأساسي الذي نُسِب به التشي كونغ – هو الذي عاش حتى عمر 111 سنة، وحكم مجموعة من القبائل في شمال الصين حوالى 2700 قم، ويقال إنه مارس التأمل وتمارين التنفس بشكل يومي منتظم، وطور الخيمياء alchemy الداخلية لليوغا الجنسي التاوي من خلال ممارسته لهذه الرياضة الجنسية دون قذف معحريمه البالغ 1200 امرأة! إن مناقشات الإمبراطور الأصفر مع رئيس أطبائه مدوَّنة فيالكتاب الطبي الصيني المعروف بـكتاب الإمبراطور الأصفر الكلاسي في الطب الداخلي Huang-Ti nei Ching.

يمكننا أن نؤرِّخ لتاريخ التشي كونغ عبر الحقب التاريخيةمن تاريخ الصين كما يلي:
أولاً:- التشي كونغ خلال حقبة الين والتشو القرن 18 – القرن الرابع ق م:
من أبرز الشخصيات في هذه الفترة شخصية Peng Tzu الأسطوريةالذي يقال إنه عاش ما يقرب من 800 سنة نتيجة فوائد التشي كونغ. يعتبر Peng Tzu بحقمؤسِّس الـ dao-yin ، إحدى طرق التشي كونغ المعروفة. وهي تستند على إجراء حركاتبَسْط ودوران بطيئة للأطراف بالمشاركة مع تنفس بطني عميق. كان Peng Tzu يستيقظيومياً في الساعة الثالثة صباحاً، يجلس في وضعية تأمل صامت حتى الفجر، ثم يقومبتمارينه المفضلة التي تتضمن أيضا تدليك العينين والمناطق الأخرى من الجسم وتحريكاللسان في كل الاتجاهات داخل الفم لتحريض إفراز اللعاب المفيد المدعو بـ"العصارةالحلوة" gan-lu .

في تلك الحقبة كان يمارس التشي كونغ بشكل أساسي الأطباءُالسحرة أو الشَمَنيَّة الذين يصفون العقاقير المختلفة لأفراد القبائل، والطبقاتالحاكمة والملكية والأرستقراطية. وبقيت الحال كما هي طوال التاريخ الصيني حتى القرنالعشرين الذي صار فيه هذا العلم والفن شعبياً يمارس في الحدائق والمنازل والمدارسبشكل واسع. في تلك الحقبة أيضاً تم تأليف كتاب التحولات I-Ching الذي يعتمد علىنظام مكوَّن من ثمانية مثلثات، ينشأ عنها أربعة وستون مسدساً، وتُدرَس بواسطتهااحتمالات الحوادث المستقبلية، وتُستعمَل من خلالها قوى السماء والأرض كحلول لمشاكلالإنسانية. يتم هذا عن طريق قراءة الأنماط الغالبة والتحولات الدورية للطبيعةوالكون من خلال قراءة الخطوط المتكونة من المسدَّسات hexagrams كجواب على أسئلةمعينة. وبذلك صار مبدأ استعمال قوانين الطبيعة والكون من أجل خير الإنسانية جزءاًأساسيا من التفكير الفلسفي التاوي ومن ممارسات التشي كونغ. وقد نتج عن هذا ما يلي:

1- تتبع صحة الإنسان ومرضه، سعادته وحزنه، تغيرات دورية في السماء والأرض.

2-عندما تصل أفكار ومشاعر وأعمال الإنسان درجة مستقرة من التوازن الداخليوالانسجام الفسيولوجي، يصل الإنسان إلى أفضل الحالات الحياتية الممكنة.

3- عندما يقع الشخص ضحية للمرض فإن أفضل طريقة للشفاء هي تسكين العقل، تهدئة المشاعر،إحداث انسجام في الفعاليات البدنية، وخلق حالة توازن. تعيد هذه الطرق إلى الشخصالصحة المفقودة، كما تعيد إليه الحيوية وتضعه في حالة توازن مع قوى السماء والأرض.

4- الحركة والسكون قطبان نسبيان في وجود كلِّي واحد، وليسا ظاهرتين مستقلتين،كما هي حال الـينغ والـين، كونها أقطاب متكاملة في نفس الطاقة الكونية الأساسية


ثانياً. حقبة الممالك المتحاربة

– حقبة الـ Chin والـ 403( Han ق م – 220 م):
مع أفول شمس سلالة التشو بدأت مرحلة اضطرابات اجتماعية وسياسية عُرِفَت بحقبةالممالك المتحاربة. ولكن لغرابة الأمر، كانت هذه المرحلة مليئة بالإبداعات العقليةوالفلسفية. فقد ظهر كونفوشيوس ولاو تسه والعديد من الحكماء الآخرين خلال تلكالفترة.
ألَّف لاو تسه الكتاب الشهير Tao Teh Ching ("كتاب تاو الطريقوالفضيلة") وعرف باسم "الحكيم القديم". من أقوال لاو تسه في التاو تِهْ تشينغ: " القساوة والصلابة هما طريق الموت، أما اللين والطراوة فهما طريق الحياة ." أكد لاوتسه دائماً على وجود التحول المستمر في كل شيء، على أهمية الليونة والانسياق مع تغيرات الحياة، وعلى أن القساوة والتصلُّب في الفكر والمشاعر وحركات الجسم لاتتوافق مع مبادئ الحياة. فالشيء الوحيد الذي لا يتغير هو التاو.

كذلك كونفوشيوس أدرك أهمية الحركات الانسيابية الناعمة. ففي كتابه المعروف بـحولياتالربيع والخريف يقول: "الماء المنساب لا يصاب بالركود، وحواف الباب المتحرك لايطالها صدأ، وهذا بفضل الحركة. نفس المبادئ تنطبق على الإنسان. إذا لم يتحرك البدن،لا ينساب الجوهر، وعندما لا ينساب الجوهر، تركد الطاقة." يذكِّر هذا – لعمري – بقولالنفَّري: "العلم المستقر هو الجهل المستقر."

في عام 221 ق م استطاعت مملكةالتشِن الهجوم على الصين من الناحية الشمالية الشرقية وتوحيد الممالك ضمنإمبراطورية واحدة لأول مرة في تاريخ الصين (أتى الاسم الغربي للصين من اسم هذهالإمبراطورية: تشن). كان الإمبراطور المؤسسChin Shi- huang شديد الاهتمام بالخيمياءكطريقة لإطالة الحياة، وقد أبقى على عدد كبير من الخيميائيين في قصره. ولكنه اتَّبع – لسوء الحظ – المدرسة الخارجية في الخيمياء التي تشبه مثيلتها في عصر الانحطاط عندالعرب وفي أواخر العصور الوسطى في أوروبا في محاولتها الوصول للجوهر النفيس أوالعقار الذهبي من معادن أقل قيمة ومن أعشاب سامة. وهذا يشبه، إلى حدٍّ ما، المنهج الغربي الحالي باستعمال المواد الكيماوية لمعالجة المرض. استمر هذا النهج إلى عصرسلالة الهَنْ. وفي الحقيقة، فقد توفي العديد من أمراء التشِن والهَنْ بسبب ابتلاعهم مركبات معدنية سامة، سواء كان ذلك من جراء فكرة مجنونة خطرت ببالهم أو دسيسة كادَلهم بها غيرهم.

في نفس تلك الفترة ظهرت قلة من الخيميائيين العباقرة الذين أبقوا على تعاليم الإمبراطور الأصفر حية، ومنهم Lu Pu-wei الذي صنَّف كتابين هامينهما: كتاب لو في الربيع والخريف الذي يتناول الانسجام بين السماء والإنسانية، وخاصةتنظيم فعاليات الإنسان مع دورات الطبيعة، وكتاب طريقة تهذيب الحياة الذي يشملمعلومات قيِّمة عن التغذية المتوازنة والتنفس العميق، بالإضافة إلى تمارين الـ dao- yin واليوغا الجنسي.

في حقبة الهَنْ المتأخرة ظهر الطبيب Hua To الذي يعتبر منأشهر أعلام الطب الصيني التقليدي والخيمياء الداخلية؛ وهو مؤسس التمرين المعروف بـ " لعبة الوحوش الخمسة " Wu- chin-shi التي ما تزال تستعمل على نطاق واسع لمعالجةالأمراض، ومنها السرطان. كذلك ظهر العالم الشهير Wei Po-yang الذي ألف كتاباً هاماً في الخيمياء التاوية عنوانه اتحاد المعادلة الثلاثية، شرح فيه الخيمياء الداخليةللتنفس العميق ولتحول الطاقة ولليوغا الجنسي.

كشفت الحفريات الأثرية الحديثة فيمقاطعة خونان عن عديد من الوثائق والملفات التي يعود بعضها إلى 2000 ق م والتي نجدفيها مخططات متعددة لنظام الطاقة داخل الإنسان وتمارين مختلفة للـ dao- yin والـ chi-gung والعديد من المخططات التشريحية الأخرى. وتوجد دلائل واضحة على أن المدرسةالداخلية في الخيمياء حلَّت محل المدرسة الخارجية منذ القرن الثاني الميلادي، بينمالم يقم العرب، ومن بعدهم الأوروبيون، بهذه القفزة إلا بعد 800-1400 سنة على الأقلعلى ما يبدو. وكان لهذا نتيجتان أساسيتان: أولهما أن إكسير الحياة الحقيقي هو إكسيرالطاقة الداخلية اللامادي، والطريقة الوحيدة للحصول عليه هي الممارسة الشخصيةالمنهجية الصادقة، وليست عن طريق ابتلاع مركبات معدنية وسُمِّية خارجية؛ والنتيجةالثانية هي إتاحة هذه الفرصة من الصحة وطول العمر لكل الناس، وليس فقط لطبقة معينةمن الأثرياء والحكام.


ثالثاً. الممالك الثلاثة والسلالات الشمالية والجنوبية (200 – 580 م)

مع انحلال مملكة الهَنْ، ظهرت فترة أخرى من الاضطرابات السياسية،لكنها شجعت على التطور في أمور أخرى. ظهر آنذاك كتاب هام عُرِف بـكلاسيات البلاطالأصفر Huang Ting Ching الذي ركَّز من جديد على نظرية الإكسير الداخلي، واعتبرالدماغ والضفيرة الشمسية والقسم السفلي من البطن مراكز تحويل الطاقة الأساسية. ظهرفي القرن الرابع الميلادي فيلسوف وطبيب وممارس للتشي كونغ يدعى Ko Hung ألف كتابذاك الذي عانق العقبة الكأداء الذي طُرِح من خلاله (لأول مرة) التمييز بين مفهوميطول العمر البدني والأبدية الروحية اللذين ظلا ملتبسين لفترة طويلة، مما جعل بعضالممارسين يعتقدون أن خلود البدن أمر ممكن. أوضح Ko Hung أنه بالممارسة المنهجيةيمكن تخفيف المرض وإطالة الحياة، ولكن الهدف في النهاية يجب ألا يكون الخلودالجسماني، بل الأبدية الروحية التي لا يمكن أن تتم إلا بالانعتاق من البدن. إلا أنهيمكن للإنسان أن يحاول الوصول إلى الهدفين معاً لأن العنصر المشترك في كليهما هوالطاقة. لذا يمكن للإنسان، عبر تطوير التعامل مع الطاقة الداخلية، أن يعيش حياةمديدة، صحية وسعيدة، في هذا العالم، ويكتسب، بنفس الوقت، الوقت الكافي والطاقةالملائمة من أجل حضور روحي أبدي في العالم الآخر بعد زوال البدن.

أكَّد Ko Hung من جديد على أهمية التنفس، واعتبر التنفس التجلِّي بعد الولادة للطاقة قبل الولادة؛ لذا فهو المفتاح الأساسي لتطوير الطاقة الداخلية. جمع كو هونغ تنظيم التنفس مع الحركات البطيئة الناعمة للـ dao-yin ليؤسس ما سمي لاحقاً بـ"التأمل الحركي"moving meditation ( الذي ما يزال يشكل قسماً رئيسياً من ممارسة التشي كونغالي اليوم)، بالإضافة إلى تأكيده على الممارسة اليومية للـ"تأمل قعوداً" sitting meditation من خلال طرق ثلاثة تعتمد على تنظيم الطاقة بواسطة الفكر

1- مركزانتباه داخلي tsun-she
2- الوعي الموجه نقطياً shou-yi
3- التذهُّن guan-siang

بالإضافة لما ذُكِر، أسهب كو هونغ في شرح فوائد اليوغا الجنسي المطوَّرة مثنى dual cultivation ***ual yoga كطريقة سريعة نسبياً لحشد الطاقةالداخلية من أجل الممارسة الروحية المتقدمة. تتضمن هذه الطريقة جِماعاً طويلاً دون قذف ذكري مع بلوغ إنعاظ متكرر عند المرأة، بحيث تحصل قطبية قوية بين الرجل والمرأة. وفي لحظة النشوة عند المرأة يحدث التحام بين طاقتي اليِنْ السالبة واليَنْغ الموجبة في نفس الوقت عند الذكر والأنثى، بما يُحدِث توازناً للطاقة الحيوية أو التشي، بمايوازي صعود طاقة الـ kundalini عند الهنود إلى المراكز العليا.

خلال مرحلة السلالة الجنوبية (502 -557 م)، بدأ يظهر تأثير الأفكار الآتية من الهند، مع قدومالراهب البوذي الغريب الأطوار Bodhidharma الذي يسميه الصينيون Ta Mo الذي كان يلبس ملابس مهلهلة وكان يمارس طريقة مبتدعة عن البوذية التانترية tantric yoga، حتى اعتزاله في معبد Shao-Lin الشهير في الصين، حيث اختلى في غرفة شديدة البرودة مدة تسع سنوات. وقد قيل إن أحد الرهبان الصينيين كان يرغب كثيراً بالتعلُّم من تا مو، وأراد لفت نظره إليه، فقطع يده أمامه وقدَّمها له على طبق، ولكن تا مو لم يحرِّك ساكناً.

عندما فرغ تا مو من تأمله بدأ يعلم الرهبان كيفية تقوية أبدانهم منأجل الممارسات الروحية العليا، وبنفس الوقت علَّم ممارسي الفنون القتالية كيفيةإدخال المعاني الروحية على ممارساتهم. فقبل وصول تا مو كان الرهبان التاويون يجلسون لفترات طويلة من التأمل السكوني قعوداً، وبالتالي يصابون بالعديد من المشاكل البدنية؛ أما المقاتلون فكانوا يقاتلون بوحشية دون أي اهتمام بالمعاني الروحية. أما تا مو فقد استطاع الجمع بين المنهجين في نظام واحد، وبالتالي إحداث ثورة روحية في الصين. أدخل تا مو تمارين التنفس الهندية المعروفة بالـ pranayama مع تمارين التمطُّط الهندية، وجمعها مع التمارين البطيئة للـ dao-yin ولعبة الوحوش الخمسة، فكانت النتيجة التشي كونغ والفنون القتالية كما نعرفها اليوم. وقد أصبح تا مو من بعدها المؤسس الحقيقي لبوذية التشان التي جمعت عناصر من التاوية الصينية مع عناصرمن البوذية التانترية الهندية. وبوذية التشان هذه انتقلت إلى كوريا واليابان وصارت تدعى هناك ببوذية الزن Zen .
يُنسَب إلى تا مو كتابان طبيان أساسيان هما:

كلاسيات تغيير الأوتار
Yi Chin Ching Changing-tendon Classic
وكلاسيكيات تطهيرالنقي
Hsi Sui Ching Cleansing-marrow Classic

اللذين يتضمنان أساسيات التمطُّطوالتليين التي تهيئ الجسم للتأمل أو لممارسة الفنون القتالية، حتى المراحل المتقدمة من الخيمياء الداخلية، بالإضافة إلى تحويل الجوهر والطاقة الجنسية إلى الحيوية الروحية.

إن أهم ثورة قام بها تا مو هي عدم الفصل بين البدن والعقل، بين الداخل والخارج، بين الحركة والسكون، بين القوة والوعي، بين الذكر والأنثى، أو بين طرفي أي تقاطب ثنائي ضدِّي مما يقسم المجتمعات الغربية ومجتمعاتنا، سواء في الفلسفة أوالدين أو العلم، فيجعلها أقطاب متناوئة. فعند تا مو أن أعلى درجات الوعي هي الوصول لمرحلة عدم تمييز وتضادٍّ بين هذا وذاك، وعلى تجاوز التضادِّ بالوصول إلى القاسم المشترك بينهما. يقول تا مو في كتابه الأول: "من الأهمية بمكان أن نبحث عن الحركةداخل السكون، وعن السكون داخل الحركة، وأن نتحرك بنعومة وباستمرار إلى أن ندخل الحالة العليا
MEROUANE AABID
MEROUANE AABID
مدير عام

عدد المساهمات : 135
نقاط : 45091
تاريخ التسجيل : 06/03/2012

https://afourer.7olm.org

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى