AFOURERPRESS ONLIEN
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عن الديكتاتورية والبغال!

اذهب الى الأسفل

عن الديكتاتورية والبغال! Empty عن الديكتاتورية والبغال!

مُساهمة  MEROUANE AABID الخميس مارس 22, 2012 9:55 am

عن الديكتاتورية والبغال!

معتصم الحارث الضوّي*


تحذيرٌ قبل البدء:
تعاطي الشأن السياسي العربي هو السبب الرئيس في مشاكل القلب والشرايين والرئتين وارتفاع الضغط، ننصحكم بالتوقف الفوري عنه.


الديكتاتوريةُ منظومة فوقية مقطوعة الجذور؛ لا سندَ لها من الجماهير، ولا
أصلَ لها من الفكر. لا تعرفُ الانتماءات، إذ تنأى بذاتها عن التصنيفات
المعهودة. تتعاملُ مع الشعب المقهور باعتباره مستعبدا لأهوائها، وتابعا
لمزاجاتها، وخاضعا لتصرفاتها التي تغيب عنها شمسُ المنطق، وضوءُ الحقيقة.

ليست الديكتاتوريةُ إلا كائنا طفيليا يستمدُ قوته من ضعف الجمهور، وخنوعه
عن المطالبة بالتغيير، وركونه إلى الواقع المزري، ولكنها في ذات الوقت
أشبهُ بالبغال!

أخونا البغل، المذكورُ في قولهم "أجسامُ البغال وأحلامُ العصافير"، يتسمُ
بالعناد وعدم الأصالة، فهو حيوان لقيط، لا قدرة له على الإنجاب. يُستخدم
في جر العربات، ويُعرفُ بقدرته على تحمل المشاق والعمل المتواصل، وبصوته
المنفّر.

مواطنُ الشبه واضحة، وتطابق الصفات جليٌّ؛ فالديكتاتورية ناقصة العقل،
فاقدة المنطق، عديمة الأهلية. أما قدرتها على الإنجاب فمعدومة لأنها تنبعُ
من أصل دنيء، ولذا لا يرضى بالتزاوج معها إلا من سقطتْ نفسه في مدارك
الدونية، وارتضى الخصومة في مواجهة شعبه ومصلحة وطنه.

الديكتاتوريةُ قادرةٌ –لحينٍ- على جرّ عربة الحُكم، ولكنها بصلفها
وغبائها، وغياب المنطق عن تصرفاتها، تسقطُ عند أول جبلٍ ترتقيه، لتهوي من
عِلٍ إلى أودية الدمار، وتودي ببضاعتها (الشعب) مهاوي الردى.

ورغم أن شحيجَ الديكتاتورية وضوضاء غوغائها يصمُّ الآذان، وصوتها النشاز
لا يُشنّفُ أسماعَ الإنسان، ولكنه ذو طاقة محدودة وإن طالتْ، فتعروه حشرجةُ
الموت عاجلا أم آجلا، وحينئذٍ تقفُ الجماهير لتتلو على هامة الديكتاتورية
المُحتضِرة آلاف اللعنات، وتُشيّعها إلى مثواها الأخير في مزبلة التاريخ.


بعد إسدال الستار:
مما نقلَ الجاحظ في وصف البغال في سفره الفريد "كتاب البغال": "كبيرُ
الرأس، عقيمُ الصُلب، بطيءُ الحضر، مِهيافٌ إلى الماء، متلوّنُ الأخلاق،
كثيرُ العلل، فاجرُ البائع، قتّالٌ لراكبه، شديدُ العداوة لرائضه، حَرونٌ
عند الحاجة، والحِرانُ إليه أسرع، ودواؤه أعسر، إن كان أغرّ كان سمجا، وإن
كان مُحجلا كان مشوما، ولم يتواضع الملوكُ والأشرافُ بركوبه لإفراط
نذالته."
MEROUANE AABID
MEROUANE AABID
مدير عام

عدد المساهمات : 135
نقاط : 45081
تاريخ التسجيل : 06/03/2012

https://afourer.7olm.org

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى