مراهقون في الخمسين

مراهقون في الخمسين

---

زواج بالحلال...بنات للزواج...تزوج مسيار...تلك اللافتات الحمراء التي
تقفز في وجوهنا فور فتحنا للمواقع الإلكترونية غالبيتها...إلا قليلا..بينما
تفتخر مجلة أو أخرى بتزويج عدداً وقدره..... مسياراً...وتسارع أخرى بوضع
المواضيع اللافتة والجذابة..اكتب معلومات عنك وابحث عن شريكة الحياة..لتبدأ
المراسلات مع الطرف الآخر..وتبادل الصور..ثم الزواج..وفي أي مناطق العالم
العربي أو الغربي..تلك العناوين اللافتة..لمعشر –الرجال- الذي يقتصر
إثباتهم للرجولة بـدقائق-متعة- يكون بها فحلاً لا يشق له غبار..وناصح مجرب
ومتفاخر جذل بتجاربه المتعددة..تاركاً خلفه زوجة..تبكي دماً عشرة سنين..وحب
طاهر...ظنته في زوجها –الشريف- و –غاض البصر-...معاشر الرجال..تلك الرجولة
التي تقدسونها تقديسكم لثوابت الدين...والتي لا تتعدى أفعالاً يفعلها
أي-حيوان- متجاهلين فضائل الأخلاق ومكارم الوفاء والإخلاص...متحررين من
عادات وتقاليد وأحكام شرعية بعد أن بلغتم-أربعين- عاماً في سن يطلق عليها
مجازاً-مراهقة- الرجل..والتي تمتلأ كتب النصائح الزوجية بتحذيرات تجعل
المرأة في حالة رعب دائم..ومراقبة حثيثة..وبذل للمستحيل..لتغض بصره عن
سواها.. متناسية عمرها الذي يفرض الاتزان والعقل..لتغدو متصابية في عين
رجل..يعيش سنه وسن غيره كمراهق طائش..وباحث عن شباب لا يتحقق سوى
بحبوب-زرقاء- وبحث مستمر عبر –المواقع- تلك لتنتشر قصص الخيانات المتعددة
والمآسي لنهايات أسر مستقرة ومتماسكة..تثير الغثيان..وتجلب
الاشمئزاز..والسؤال هنا..؟؟..هل غدت امرأة –تعرض- نفسها في –موقع-
للزواج..أشرف من امرأة صانتك لعشرين أو ثلاثين سنة..كانت فيها نعم المرأة
بذلاً واهتماماً وعطاءً..؟؟.. وفوق هذا وذاك.. أنقضت مشاكل العالم الإسلامي
والعربي لتمتلأ أسماعنا بهذه القصص..؟؟..التي أدمنت جلساتنا..النسائية
والرجولية...بين نادبة –تبكي- عشرة العمر ومتفاخر يحكي قصة-رجولة- زائفة
حاثاً غيره على التجربة...؟؟...هل اقتصر الإسلام على مسائل زوجية وسنة
التعدد وأساليب الزواج المسيار والمـ-مسفار- والزواج-بنية الطلاق-..؟؟..هل
هذا أهم ما نعيشه في حياتنا الآن ونسعى له..؟؟..أليست قضايا
سوريا..واليمن...وفلسطين..والعراق..والأحواز...والعب ث الأمريكي والصيني
والاسترالي بمصائرنا..أولى بالبحث والنظر والمتابعة..وإثبات-الرجولة-
الحقة..؟؟..في مجالس الانتصار الحقيقية..؟؟..لم نفتقد وجودكم في هذه
المواطن المشرفة..؟؟..وتكثرون كالذباب على مستنقع رذيلة إلا
–قليلاً-..؟؟..لمَ تكونون أنتم السبب في صد مئات الفتيات –الشريفات- عن
الزواج..بعد النماذج المشرفة
لرجالنا-الخونة-...ومراجلهم-التافهه-..؟؟..وسبباً رئيسياً في الشذوذ
واكتفاء النساء بــ-النساء- في تبريرات تؤلم القلب بــأنا أدرى بما تحتاج
إليه وأكثر لطفاً ورقة و-وفاءً-...؟؟..معاشر الرجال...اكتفينا مهزلة وتلاعب
بالمشاعر...وأكذوبة الحب...التي تنتهي بعد أول تجربة...وتعليلات
سترالـ-عوانس-..لإشباع رغبة –حيوانية-....إذا كنتم رأيتم في نساء غير
نسائكم..جمال-مظهر-..وتغاضيتم عن عفونة –جوهر-...فإننا قد رأينا في رجالنا
سواد-مظهر-..وخيانة-جوهر-...وبذلنا مستحيلاً...لنيل إستحسان -أجوف-
منكم...ورأينا بأعيننا كيف تنتهي مراجلكم عند..أعراض تنتهك..وحمى إسلام
مستباح..وتلاعب بالعقول...وضعف في الثبات...وتزلزل عند –أدنى-
المغريات...طبّل يا –مطبّل-..ومزق حنجرتك..وأنهك قلمك..فما عادت الكلمات
تجبر ما انكسر..